بشرى إيجورك،الحلم الساكن في أحداق الجمال-نجاة الزباير-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

بشرى إيجورك،الحلم الساكن في أحداق الجمال

  نجاة الزباير و بشرى إيجورك    

نعم؛ هذه السيدة التي انتعلت حذاء سندريلا كي تتحرك في زوايا البيوت المغربية من خلال فنها الراقي، تطرق القلوب فتدخل بلا استئذان كي تفرض احترامها.
هي ممثلة متمكنة تتحرك في فضاء مواهبها المتعددة لكي ترسم اختلافها. فهي تحمل حقيبة عمرها لتملأها من تجارب محيطها تناقش من خلالها مجموعة من الأفكار التي تسود مجتمعا ملغما بالعديد من المشاكل.
وقفت ذات فرجة بإكبار أمام فيلمها "البرتقالة المرة"، كمخرجة أدارت رحى التصوير وأدوار الممثلين باحترافية كبيرة. هذا الفيلم الذي قد يبدو عاديا للوهلة الأولى، لكن ناقشت فيه أسمى المشاعر، حينما يصطدم الحب الصادق بالواقع، ويحب أحد ما من طرف واحد حتى يصاب بالجنون. فهل هي دعوة منها لنعود لزمن الحب الصادق البعيد عن أغراض الاستغلال الجسدي والمتع التي تعبر فضاء المشاعر الراقية؟ أم هو إصرار على فضح جانب مجتمعي من خلال رسالة خفية عن الاستهتار الذي يعرفه الشباب في وقتنا الحالي؟
إنها تلك المرارة التي حاولت أن توصل للمتلقي تواجدها رغم أن حلاوة إدراك الحياة في متناول الكثيرين.
إن بشرى إيجورك ممثلة عشنا معها أدوارا في مسلسلات وأفلام بَصَمَت وجداننا بالتميز. فهي سيدة عرفت كيف تكسب جمهورا مختلفا في صفها.
في حواراتها لا تجدها متصنعة أو تحاول أن تكتب ذاتها بكلمات تتراقص في الأثير، بل بعفوية كبيرة تترجم أفكارها التي تعتمد على تربية سليمة وقراءة عميقة للواقع وطبعا مع اطلاع واسع على ثقافة الآخر، فهي مثقفة وذكية مع لباقة نشهد لها بها عندما تحيط بها الأسئلة في مواضيع تثير الكثير من القلق في الراهن.
فهي تقدس الحرية في الفكر، لكن تتحفظ على المشي في دربها إن تجاوزت خطوطا حمراء في الحياة العامة.
بشرى إيجورك، هذه الأيقونة الجمالية التي تضيء حياتنا بكل هذا البهاء، تطور نفسها في كل عمل، ولا أدل على ذلك من الأفلام التسجيلية لصالح الجزيرة وغيرها.
لقد أشاد النقاد باتساع أفقها، فهي ممثلة ومخرجة وصحفية أيضا، لكن لا يمكن أن ننسى بأنها كاتبة ترسم من الغمام صورا تمطر جمالا على القارىء، بأسلوب سلسل يمتد فوق أرض الإبداع الخضراء، ليقول لها:
هنيئا لك عمودك في جريدة الأخبار، وهنيئا لنا بتعددك يا سيدة مليئة بالأسرار.



 
  نجاة الزباير-المغرب (2013-08-26)
Partager

تعليقات:
الزهرة الحميمدي /المغرب 2014-01-01
تحية احترام تقدير للممثلة والمخرجة والصحفيةو-اضيف- باحرف بارزة :المبدعة,بشرى اجورك,التي ابهرتنا في العديد من اعمالهاالفنية والادبية...قد نكون بارعين في عمل ما,ولكن اذا لم تتوفر في هذا العمل جمالية الخلق والابداع فانه لن يصل الى قلب المتلقي ...وقد استطاعت الفنانة المبدعةان تنفذ الى قلوبناعبر ابداعاتهاالمتميزةبالحس المرهف الصادق ,وباخلاصها في الوصول الى الهدف النبيل المتوخى والذي نلمسه جليا في جل اعمالها ...
وهذا ما نود ان نجده في الساحةالثقافية والفنية من اجل تربية الذوق والحس الجمالي في المجتمع,تحياتي الى الفنانة بشرى اجورك ودامت مفخرة ومثالا للمراة المغربية المبدعة.
البريد الإلكتروني : zohra__hmimdi@hotmail.fr

العربي الرودالي /تمارة-المغرب 2013-08-26
شكرا للكاتبة والمبدعة نجاة الزباير على هذا التقديم الباذخ بأسلوبه التخييلي وترنيمة لفظيته الراقصة على مجاز العذوبة..كما تشكر على رصدها لتقاسيم الصورة الملمحية، عن فنانة نعتز بكونها مغربية جادة في أعمالها، ذواقة في رؤاها..كما نعتز أكثر بكونها "امرأة" من عيار متحضر، وبعيدة عن السفاسف...
البريد الإلكتروني : mr.roudali@yahoo.fr

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

بشرى إيجورك،الحلم الساكن في أحداق الجمال-نجاة الزباير-المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia